الثلاثاء، ١٦ فبراير ٢٠١٠

حان ما حان - للفراق

حان ما حان. ما بقي لي من الوقت للاستقرار بأرض مصر إلا ستة أشهر أو أكثر قليلا أو أقل قليلا. ربما عائلتي لا تسمح لي أن أطيل سفري هذا بعد أن نجحت في الامتحان، ولا أريد أن أعارضهم بعد أن وفقتني في معظم ما أريد. ذاك بعد أن أكتشف قيمة خروجي وبعدي عنهم وواجباتي لهم أحبها أو لا أحب. والحقيقة خفت أن لا يسع لي من الوقت للخدمة لهم ووجدت نفسي لم تقدم لهم شيئا طول حياتي بهم إلا أن أحرج عليهم بالمسئلة والحاحة.

فما قيمة حزني وكئيبي بمفارقة مصر المحبوبة بعد؟ بعد رحيل صديقي الكريم إلى الرفيق الأعلى دون أن تتيح له الفرصة للإقامة مع أسرته بعد رجوعه لهم إلا أربعة أيام، وذلك لسبب مرضه المؤدي إلى الموت، خفت قلة الفرصة لأخدم أسرتي - أعني أبي وأمي ومن له علي من حق. اللهم وفقني لأخدمهم و وأن أجعل نفسي تنفعهم ولسائر المسلمين. انت الموفق لا غيرك.

لكنني أحب مصر لغرض أني لها صلة العلم والتعليم والتعلم. وأني لم أستفد بطول إقامتي هنا إلا قليلا ووجدت نفسي أمامها خسيرا. تأخرت عن الإقدام للعلماء الكبار والأخذ منهم ولم أنل حق المعرفة والفهم التام. والندامة لا تفيدني إلا مدة ما بقيت لي ما بقيت. ما فات لا يدرك. ذاك ما لاحظت ولا أريد أن أخسر أكثر مما كان قد خسرت. أسأل الله أن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه والأخذ من أفواه العلماء والاستفادة منهم والعمل به.