الأربعاء، ١٩ مايو ٢٠١٠

أفضل ما تسأله منه

أفضل ما سأله العبد ربه هو نفس الشيء الذي فرضه عليه ربه. هذا ما سمعت من الشيخ يسري جبر. فاسأل الله أن نكون مؤمنين له، ولملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر. ثم اسأله التوفيق إلى طاعته، مطيعا لأمره ومجتنبا لنهيه، مقيما للصلاة، ومؤديا للزكاة، وصائم رمضان، وقاصدا بيته الحرام حاجا. واسأله أن يميتنا على الإيمان وله مقاليد الأمور كلها.

صارت هذه الأمور كلها أفضل ما نسألها منه عز وجل لأننا نؤمن بأنه لا شيء يكون دون إرادته تعالى وعلمه وقدرته، فتوفيقه لنا من حيث أننا نسأله وهو الذي يوفقه، وإذا أراد يكن، وإن لم يشأ لم يكن، وما نشاء إلا أن يشاء الله. فأيها القارئ اسأل الله في كل شيء أردت تنفيذه، هينا كان الأمر أو عسيرا، فمما يجدر الأشارة إليها هو أن العبادة أو التكليف الذي كلفه علينا من جملة الأمور المستحقة للتنفيذ، فأين نحن منها إلا سائلين الله أن يوفقنا إليها.

فأفضل الشيء نطلبه منه هو نفس الشيئ الذي أمرنا بفعله وامتثاله.

الخميس، ١٣ مايو ٢٠١٠

رحلتي إلى طلب الحديث

يوما من الأيام، بعد أن هدأت النفس من اضطرابها وطمأنت، بدأت مفكرا عن ما قد مضى وفات مني. ووجدت نفسي قد غفلت عن أشياء كنت مركزا بها من قبل، لسبب أني مركزا بأشياء أخر. ربما قد بذلت نفسي لتنفيذ ما هو مالت إليه نفسي لسبب رغبتي فيه، أو لخطورته لي. انتهى.

ثم تفكرت بما جذب نفسي إليه في هذه السنة من إقدامي على طلب الحديث وسماعه وتعلمه من شيوخ ومحدثين، بعد أن أوصاني الشيخ العلامة رحلة الطالبين، وعمدة العلماء المجدين، الشيخ الإمام محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني بطلب الحديث ودراسته، وذلك بعد أن أسأله أن يوصيني بخير. أوصى حفظه الله به، ومنه، الصحيح البخاري والمسلم والموطأ ورياض الصالحين والأذكار. هذه الخمسة التي ذكرها في لقائي معه.

بعد ذلك، زادت همتي لسماع الحديث وتعلمه، فسمعت صحيح البخاري من الشيخ يسري بما يسرني الله لحضوره يوم السبت، كذلك الموطأ بعد الجمعة في المقطم. ثم ذهبت لسماع الحديث من الشيخ محمد عوض المنقوش في سنن أبي داود. وفي بعض الأحيان أحضرالشيخ أحمد وأسمع منه التاج في أحاديث الأصول وبعض من صحيح المسلم، كذلك أحاديث من الإحياء. ثم قد وجدت نفسي تحضر بعض الدروس في الحديث من الدكتور سعد الجاويش في صحيح المسلم، ومن الحبيب عمر زين في البخاري.

ثم فيما قد مضى حضرت الأدب المفرد مع الشيخ نور الدين مربو البنجري، سمعت منه إلا يوما واحدا فأجازنا. وفي السنوات الماضية - قبل أن يوصيني الشيخ بما أوصى - سمعت بعض الأحاديث من الشيخ نفسه في صحيح المسلم، ومن الشيخ مصطفى الندوي في البخارى، إلا أن الهمة لم تبلغ القمة. كذلك سمعت بعض من الأربعين النووية من الشيخ أسامة السيد الأزهري، والأربعين تماما الشيخ محمد إبراهيم الكتاني.

ربما قد سمعت ممن لم أسع ذكره لعدم تنبيهي به في ذلك الوقت. ولكن الآن، أود أن أسمع أحاديث النبي فعلى الأقل السنن الستة المعتمدة في الشريعة إلا ان الوقت في ظني لم يسمحني إلا ما سمحني. أسأله تعالى التوفيق والهداية، هو الذي يفتح المخرج إلى سبيل الفرج، وهو الموفق والمستعان.

الثلاثاء، ١٦ فبراير ٢٠١٠

حان ما حان - للفراق

حان ما حان. ما بقي لي من الوقت للاستقرار بأرض مصر إلا ستة أشهر أو أكثر قليلا أو أقل قليلا. ربما عائلتي لا تسمح لي أن أطيل سفري هذا بعد أن نجحت في الامتحان، ولا أريد أن أعارضهم بعد أن وفقتني في معظم ما أريد. ذاك بعد أن أكتشف قيمة خروجي وبعدي عنهم وواجباتي لهم أحبها أو لا أحب. والحقيقة خفت أن لا يسع لي من الوقت للخدمة لهم ووجدت نفسي لم تقدم لهم شيئا طول حياتي بهم إلا أن أحرج عليهم بالمسئلة والحاحة.

فما قيمة حزني وكئيبي بمفارقة مصر المحبوبة بعد؟ بعد رحيل صديقي الكريم إلى الرفيق الأعلى دون أن تتيح له الفرصة للإقامة مع أسرته بعد رجوعه لهم إلا أربعة أيام، وذلك لسبب مرضه المؤدي إلى الموت، خفت قلة الفرصة لأخدم أسرتي - أعني أبي وأمي ومن له علي من حق. اللهم وفقني لأخدمهم و وأن أجعل نفسي تنفعهم ولسائر المسلمين. انت الموفق لا غيرك.

لكنني أحب مصر لغرض أني لها صلة العلم والتعليم والتعلم. وأني لم أستفد بطول إقامتي هنا إلا قليلا ووجدت نفسي أمامها خسيرا. تأخرت عن الإقدام للعلماء الكبار والأخذ منهم ولم أنل حق المعرفة والفهم التام. والندامة لا تفيدني إلا مدة ما بقيت لي ما بقيت. ما فات لا يدرك. ذاك ما لاحظت ولا أريد أن أخسر أكثر مما كان قد خسرت. أسأل الله أن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه والأخذ من أفواه العلماء والاستفادة منهم والعمل به.