السبت، ٢٠ يونيو ٢٠٠٩

العهد بمعنى معهود بمعنى معروف

سمعت من بعض إخوتي قال في بيان معنى العهد - حول ال العهد - أن العهد معناه الوعد. كذالك كنت من قبل هذا فهمته بمعنى العقد. ولكن بعد ما قرأت بشيء من التفصيل في بعض الكتب، وبعد أن لازمت المعجم، أكتشف أن العهد هو المعهود، وهو بمعنى المعروف. تقول في حق هذه الكلمة، عهدته أي عرفته، فالعهد بمعنى المعهود، والمعهود بمعنى المعلوم.

فقلت لصديقي عارضا ما اكتشفت من الحقيقة: قلت لك ما لم أسمعه من العرب عن معنى العهد ولكن أظن أو أتيقن أنهم قد فهموه دون الشرح لمثل هذه الكلمة، كيف وهو العرب ونحن من الأعجمين لم نفهم حق الفهم لهذه الكلمة أو نظن قد سددنا أو وافقنا وفي الحقيقة لم نسدد. فالعهد هو المعهود، وهو المصدر بمعنى المفعول، فالمعهود معناه معروف.

عندما أتاحت لي الفرصة للسوال إلى أستاذي الفاضل الشيخ فتحي عبد الرحمن حجازي عن معنى العهد فصدقني بما عرفت. فحمدت الله بما وفقني من السداد وسألته المزيد من التوفيق و العصمة.

الجمعة، ١٩ يونيو ٢٠٠٩

كل

العرب لا يستعمل "كل" على معنى "الجميع"، حتى يشمل كل الأفراد الموجودة بلا استثناء. ليفهم هذه الحقيقة هيا نقرأ قوله تعالى (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) مع ما نعرفه أن الملائكة من النور وليس من الماء، فما معنى كل في الأية إلا للإشارة إلى أن كل ليس لإفادة الأفراد بلا استثناء ولكن الشمول عن عدد معين في نوع معين. وهو بمعنى محدد.

وقول الرسول (( كل ابن أدم خطائون )) مع كونه صلى الله عليه وسلم منه وهو معصوم. فصيغة فعال للمبالغة وإفادة التكثير لا يليق بالنبي من أي وجه كان مطلقا، وهو خارج من معنى كل، كما حاله بقية الأنبياء. فافهم معنى المبالغة في هذه الصيغة.

وقول الله (( .. يأخذ كل سفينة غصبا )) في قصة خيضر مع موسى عليهما السلام، فكل ليس لإفادة الشمول بلا استثناء ألا ترى أن السفينة خرقه خيضر ليمنع مالكا ورأءهم يغصبها فلو غصبها سالمة كانت أو معيبة فما فائدة عمله في الخرق؟ وهو نبي أخبره الله بالغيب. فالمقصود من الكل - كل سفينة سالمة.

فقول الرسول ((وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )) يدل على كل محدثة ويريد منه محدثة في الدين، ويقول كل بدعة ويراد منه بدعة سيئة. لو قال قائل بأن ليس فيها ما يدل على معنى السيئة في تخصيص البدعة، فنقول هذا هو مفهوم دون السؤال! كما نفهمه بأن المصطفى لا يريد التعميم في كل المحدثات دينينة و هندسية و لغوية و غيرها، كذلك نفهمه بأن لا يرد كل بدعة وسماها ضلالة بإطلاق.

صفوة القول، ألا ترى أذا أتن معلم ودخلت الفصل من الفصول في المدرسة وتقول : لكل طالب أن يحمل معه صورة، هل يفهمه طالب أن كل يطلق لكل فرد في فصلك وفصول أخرى، أو هو مخصوص لطلبتك في فصلك الخاص؟

لتأكيد ما أقوله، ألا ترى أن العرب يجوز ويسوع التاكيد بلفظ كل على الواحد ما دام الواحد له أجزاء، ولا يستلزم على الجمع بل لا يستلزم من الجمع منتهى الجموع! فيقول: أشتري البيت كله، والبيت واحد في العدد.

والله أعلم.

الخميس، ١٨ يونيو ٢٠٠٩

أول الكلام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين

اعلم يا أخي المسلم، علمنا النبي لأن نبدأ عملنا باسم الله والحمد عليه والثناء عليه، فبهما بدأنا. أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا الأوزاعي عن قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع ))

أخرجه ابن حبان في صحيحه

البداية شيء مهم، يصاحبها تعاليم الإسلام، نقرأ القرأن فنستعذ بالله، نأكل الطعام فنسمي الله، نلتقي الأخر فنقرأ السلام، نبدأ العمل فنحمد الله. ذلك لأن يرحم الله ويحيطنا بالتوفيق والعصمة على سبيله القويم

فلكل شيء هدفه، ولكل سبيله، قال المثل: من سار على دربه وصل.

أود أن أستخدم هذه المدونة لتعبير عما يجول في خاطري بكلام عربي كي يقرأه غيري ويفهم جهة نظري في الشيء خصوصا في اصطدام الفكرتين العربية والملايوية . لعل الباعث فيه قصة صديقي في تسمية ابنه بمفتاح العليا. فعلقه العرب: ما هذا الاسم، وهذا التعليق لا يفهمه هو ولا يبالي به. فبعد أن أمعنت النظر فيه وجدت الخطاْ فيه من إضافة الموصوف إلى الصفة أو إضافة الذات إلى النعت.

فهذا ليس مكان التعريض عن أراءي النحوية ولكن حاولت التعريض فيما وصفت من قبل. لعل هذا هو الباعث ولكن أريد أن أعرض أي شيء خطر في خاطري أو ذهني. لعل هذا التعميم لا يضيقني للكتابة عن أي شيء ولو في أمور بسيطة مليلة عادية ويومية